أخر المواضيع

وساوس الشيطان ..والحل لها



لسم الله والصلاة والسام على رسول الله

أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
اخواني قراء مدونة أنا المسلم 
موضوع اليوم في ظل الشبهات 
التي تعصف أحيانا بكثير منّا 
وتجعل المرء في حيرة من أمره 
والتي يكون مصدرها الشيطان 
فما هو الحل مع مثل هذه الوساوس 
يجيبنا عن ذلك الشيخ محمد علي فركوس 
في جوابه عن السؤال التالي :
ملاحظة : لقد قسمت كل من السؤال والجواب إلى شطرين عسى الاّ أُطيل على اخواني 

السؤال:
أعاني من وساوس الشيطان فما هو الحلُّ لهذه المشكلة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
فالواجب على المسلم أن يملأ نفسَه بالإيمان، وأن يطرح كلَّ ما يجول في خاطره من حديث نفسٍ ووسواس الشيطان، يحول بينه وبين الله سبحانه وتعالى، ويدَعَ الشكوك والظنون التي إن لم يحاربها جادًّا بقوَّة العزيمة والثبات وقع في شباكها وشراكها، لكن إذا كانت المقاومة ودفع الوساوس بصبرٍ واحتسابٍ فإنَّ ذلك من الإيمان، كما جاء بعض الصحابة رضي الله عنهم النبيَّ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فَسَأَلُوهُ: «إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ»، قَالَ: «وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟» قَالُوا: «نَعَمْ؟» قَالَ: «ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ»(١)، هذا إذا وردت على قلبه دون شبهةٍ فليستعذ بالله وليقل: «آمنتُ بالله ورسله» لقوله تعالى: ﴿وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأعراف: ٢٠٠]، ولقوله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم: «يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ: مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ حَتَّى يَقُولَ: مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ، وَلْيَنْتَهِ»(٢)، ومن طريقٍ آخر: «فَلْيَقُلْ آمَنْتُ بِاللهِ وَرُسُلِهِ»(٣)، ولذلك ينبغي للإنسان اللجوءُ إلى الله سبحانه وتعالى لطرح الوساوس، ويدفعها بالإعراض عن الإصغاء إليها والمبادرة إلى قطعها بأن يتعوَّذ بالمعوِّذات وقراءة آية الكرسيِّ وكثرة الذكر، ومنها قوله«لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ» عشر مرات عقب صلاة المغرب وعقب صلاة الصبح(٤) أيضًا، وكذلك إذا قال: «لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ» فِي يَوْمٍ مِائَةَ مَرَّةٍ َكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ(٥)، ومن الذكر أيضًا قراءةُ سورة البقرة والتعوُّذُ «بكلمات الله التامَّات من غضبه وعقابه ومن شرِّ عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرونِ»، ومن جملة الأدعية أن يتعوَّذ من الشيطان بقوله: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ وَأَنْ أَقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءًا أَوْ أَجُرَّهُ إِلَى مُسْلِمٍ»(٦).

عسى أن تكون إجابة الشيخ مختصرة مفيدة على اخواني 
وإلى موضوع آخر أستدعكم اللله الذي لا تضيع ودائعه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


معا نرتقي وفي الجنة نلتقي إن شاء الله رب العالمين

(١) أخرجه مسلم في «الإيمان» (١٣٢)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٢) أخرجه البخاري في «بدء الخلق» (٣٢٧٦)، ومسلم في «الإيمان» (١٣٤)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(٣) أخرجه أحمد (٢١٨٦٧)، والطبراني في «المعجم الكبير» (٣٧١٩) من حديث خزيمة بن ثابتٍ رضي اله عنه، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (١٦٥٧).
(٤) أخرجه الترمذي (٣٤٧٤)، من حديث عبد الرحمن بن غنم الأشعري رضي الله عنه.
(٥) أخرجه البخاري في «الدعوات» (٦٤٠٣)، ومسلم في «الذكر والدعاء» (٢٦٩١)، من حديث أَبِي هريرةَ رضي الله عنه .

(٦) أخرجه الترمذي في «الدعوات» (٣٥٢٩)، من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما. وحسَّنه الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١٠/ ١٢٢)، وصحَّحه الألباني في «صحيح الجامع» (٧٨١٣).


ليست هناك تعليقات