لمن أستمع مع كثرة المتكلمين !؟ دعاة على أبواب جهنم-
إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن اقتفى أثره إلى يوم الدين.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} ،
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} ،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} .
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم،
وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهلا بزوار أو قراء دونتنا في موضوع جديد و خطير
وهو كثرة المتكلمين في الدين من مشايخ و دعاة و فقهاء
لكن هل لأذنك أن تستمع لكل فم متحرك باسم الدين
أم أنك يجب عليك –أن تضع غربالا- يصف لك كل ما تسمع
فلا يستقر في فلبك إلا ما كان صحيحا لا شائبة عليه
فتكون بذلك مطمئنا هانئا في تطبيق شعائر دينك
-بالرغم أن هذا الموضوع قد جعله البعض حجة باطلة على كل من يحذر من الاستماع لبعض المشايخ
إلا أن كل مسلم واع يدرك أن ذلك الأمر –التحذير- ضروري بل وواجب
فالواقع يظهر لنا وجود فرق ضالة فكيف لصاحب العقل الواعي أن يسمع لأي كان
فضرورة وجود من ضل تحتم وجود كلام مضل
وهذا هو مغزى الأمر
اللهم إلا إذا كان من يرفض هذا ممن تحركه النفس و تلعب به الشهوات حتى تلقيه مع من يضله في النار
لذلك الأمر خطير جدا و دليل كل ما قرأت جاءك قبل 14 عشر قرنا
اقرأ حديثه في صحيح البخاري
3606 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا الوَلِيدُ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ جَابِرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي بُسْرُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الحَضْرَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ اليَمَانِ يَقُولُ: كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الخَيْرِ، فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ» قُلْتُ: وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ؟ قَالَ: «نَعَمْ، وَفِيهِ دَخَنٌ» قُلْتُ: وَمَا دَخَنُهُ؟ قَالَ: «قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ» قُلْتُ: فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الخَيْرِ مِنْ شَرٍّ؟ قَالَ: «نَعَمْ، دُعَاةٌ إِلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقَالَ: «هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا، وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا» قُلْتُ: فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ؟ قَالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ، قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ؟ قَالَ «فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ، حَتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ»[ص:200]
أعرفت خطره الآن *دعاة على أبواب جهنم*
لكن في هذا الأمر شيئين أولهما خفي و الثاني مؤسف
-أما الخفي فهو أن هؤلاء الدعاة يظهرون على أنهم يهتدون بهدي النبي بل ومنهم من
لا يدرك
ضلاله الا عالم فيحذر منه لكن هيهات لمجتمع أرضع الضلالات أن يفيق من السبات
-أما المؤسف فانتشارهم و كثرتهم فوجدوا من القنوات ما يوصل لهم صوتا الى بيوت
المسلمين
ولهذا قال عليه الصلاة والسلام (( إنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ )) عند الاختلاف ما ينجي إلا التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين المهديين ، هذا طريق النجاة طريق السلامة طريق الجنة
أخي / أختي القارئ (ة) يطول الكلام في موضوع كهذا لذلك سيكون على أجزاء
عسى أن سيتفيق من كتب الله له ذلك مصدقا لقوله 'من يهده الله فلا مضل له '
و الصلاة و السلام على سيدنا محمد أشرف المرسلين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم
الدين
عسى أن تكون هنا بدايتنا و في الجنة نلتقي إن شاء الله رب العلمين
ليست هناك تعليقات